الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة أصبح من الأمراض النفسية -ذا الصبغة الثقافية- الأكثر انتشارا بين الأمريكيين، بعد أن استطاع دونالد ترامب الفوز في الإنتخابات التشريعية الأمريكية، يوم 9 نوفمبر 2016م، ليكون بذلك الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة. و دونالد ترامب معروف بتصريحاته المسيئة للأقلية الأمريكية، وخاصة المسلمين، وهذا ماجعل العنصريين يخرجون من جحورهم، لممارسة هواياتهم في الإساءة.
و تحت هذا الإضطراب الثقافي السائد في الولايات المتحدة، أقام متحف “سميت سونيان” في واشنطن بالتعاون مع المتحف التركي للفن الإسلامي بإسطنبول، معرضا خاصا للقرآن الكريم هو الأول و الأكبر من نوعه في الولايات المتحدة، تحت اسم “فن القرآن”. وقد افتتح هذا المعرض الشهر الماضي ويستمر حتى العشرين من فبراير.
وتعتبر الخطوط المتنوعة التي كتبت بها مخطوطات القرآن الكريم، من أهم الأمور التي يهتم بها المعرض، حيث سيعرض أكثر من ستين مصحفا مخطوطا، تعود أصولها إلى تركيا وأفغانستان وإيران وبعض الدول العربية، وأما الإطار الزمني لهذه المخطوطات، فيعود بعضها لأكثر من ألف سنة. وتُعتبر الخطوط العربية المتنوعة التي تدخل في جمالية القرآن الكريم، من أهم الأشكال الثقافية تميزا في العالم ككل.
إن هذا المعرض، جاء لتقديم صورة واضحة عن الإسلام و فنونه ، و ليُصحح بذلك المغالطات الإعلامية الراسخة في عقول الأمريكية خاصة، و عقول الغربيين عامة. فالصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين السائدة في الغرب، ترسم الحضارة الإسلامية كحضارة همجية ومتوحشة. لكن هذا المعرض يقدم صورة أخرى مغايرة، يُمكنه من خلالها، أن يُغير بعضا من مكونات الصورة النمطية عن الحضارة الإسلامية، حينما يُعرف الغربيين عن الفنون الإسلامية التي تتميز بها الحضارة الإسلامية العريقة. و يعرفهم بأن القرآن الكريم مضمونه واحد، لكن الخطوط والزخارف الكتابية التي كتب بها متنوعة وكثيرة.
إذن، يمكن اعتبار هذا المعرض كردة فعل على العقلية السائدة في الغرب، جاءت لتُخبر الأمريكيين بأن إعلامهم لا يُقدم الحقيقة كما هي، وإنما يُقدم أكاذيب تسعى لمصالح سياسية بالدرجة الأولى ومصالح إقتصادية في بعض الأحيان.
عذراً التعليقات مغلقة