كم من مرة، أثارت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، الجدل داخل أمريكا وخارجها، إنها الأكاديمية التي تُقدم جوائز الأوسكار سنويا. فبعد أن أثارت جدلا كبيرا داخل الولايات المتحدة، لاتهامها بممارسة العنصرية اتجاه السود، أثارت جدلا آخر بلون مختلف كثيرا عن الجدل الأول، بل يمكن أن يكون لونا معاكسا له.
بالفعل، تم اتهام الأكاديمية بالعنصرية، بعد أن تم تهميش الممثلين السود من ترشيحهم لجائزة الأوسكار، وهذا ما جعل المتابعين يعتبرون بأن الأكاديمية تنهج سياسة عرقية أثناء تقديمها للجوائز، التي يجب أن تكون، في الواقع، جوائز تستهدف جميع الممثلين دون تمييز، و أن يكون الفوز بها من حظ المستحقين فقط، حسب أدائهم في الأفلام.
لم تقف الأكاديمية مكتوفة الأيدي، أمام هذه الإتهامات، ولكي تؤكد للجميع أنها لا تُعامل أحدا بعنصرية، قامت بجعل الممثل الأمريكي الأسود “كريس روك” كمقدم للحفل الثامن والثمانون لتوزيع جوائز الأوسكار.
أما هذه المرة، وفي الحفل التاسع والثمانون لتقديم جوائز الأوسكار، و الذي سيُقام يوم الأحد 26 فبراير 2017م. تم اختيار “جيمي كميل” كمقدم للحفل. و هو إعلامي كوميدي معروف بإنتقاده للرئيس ترامب وتصريحاته العنصرية اتجاه الأقلية الأمريكية. وهذا ما جعل البعض، يعتبرون أن قرار الأكاديمية في جعل “جيمي كميل” مقدما للحفل، تحكمه إعتبارات سياسية، تُعبر عن رفض الأكاديمية لفوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
إذن، لم تكن منصة حفل توزيع جوائز الأوسكار، مجرد منصة لتقديم الجوائز و كفى؛ بل تُعتبر أيضا، منصة للتعبير عن أراء المشاركين والمؤطرين.
و المعروف تاريخيا أن الممثل الأمريكي “مارلون براندو” قد رفض تسلم جائزة الأوسكار، التي قُدمت له كاِستحقاق عن أدائه في فيلم “العراب”. وقد أرسل براندو فتاة من أصول هندية لتقرأ رسالة الرفض؛ جاء فيها أن هذا الرفض كان احتجاجا، على السياسة التي تنتهجها الحكومة الأمريكية ضد الهنود الحمر.