لا أحد يستطيع أن يرفض جائزة نوبل، سواء كانت خاصة بالعلوم أو بالآداب أو بالسلام. فهذه الجائزة لها سمعة كبيرة بين كافة الجوائز العالمية.
لكن هناك من رفض جائزة نوبل، وبالخصوص جائزة نوبل للآداب، وأقصد هنا، الفيلسوف الفرنسي المعروف بكتابه “العدم والوجود”، إنه مؤسس المدرسة الوجودية “جان بول سارتر”.
و جائزة نوبل للآداب، تُمنح سنويا منذ سنة 1901م لكل أديب، قدم خدمة للإنسانية، عن طريقة أعماله الأدبية، سواء كانت عبارة عن رواية أو ديوان شعري أو كتاب فلسفي أو ألبوم أغاني…
وتُقدم جوائز نوبل الخاصة بالأدب والعلوم والطب في العاصمة السويدية ستوكهولم، في حين تُقدم جائزة نوبل للسلام في أوسلو عاصمة النرويج. قد تتساءل، لماذا تُقدم بالضبط الجائزة في هذين المكانين وليس في غيرها؟
الجواب، هو أن الأب الروحي لجائزة نوبل، المخترع السويدي ألفريد نوبل، قام بالمصادقة على الجائزة السنوية وتوثيقها في وصيته في (النادي السويدي_النرويجي) يوم 27 نوفمبر 1895م.
في هذا العام (2016م)، تم اختيار المؤلف الموسيقي الأمريكي “بوب ديلان” كفائزة بالجائزة، لكنه ظل صامتا اتجاه قرار اللجنة المانحة، فلم يرفض أو يقبل منذ الكشف عن فوزه.
حتى أنه يحضر إلى حفل تسليم الجوائز يوم أمس (الموافق ل10 دجنبر 2016م)، و اكتفى فقط بإرسال رسالة شكر للأكاديمية السويدية، عبر فيها لهم عن شكره، و مدى سعادته بهذا الفوز التاريخي الذي وصف مشاعره، بمشاعرٍ تضاهي مشاعر “الوقوف على القمر”.
و قد قرأت رسالته “أزيلا راغي” سفيرة الولايات المتحدة لدى السويدية، جاء فيها تأكيد ديلان عن أسفه في عدم إستطاعته حضور الحفل. و أضاف في نفس الرسالة أنه؛ حتى وإن لم يكن حاضرا بلحمه وعظمه، فإن روحه حاضرة هناك.
وقد اشتهر ديلان بتحاشيه لوسائل الإعلام، و اتهم بالعجرفة والغطرسة، لكنه يبقى حسب معجبيه، من أفضل حاملي علم الموسيقى الفولكلورية الأمريكية.