منذ سقوط حلب بقبضة النظام السوري والميليشيات الإيرانية بعد حصار وحرب طويلة المدي وبدعم من القوات الروسية ولا زالت التصريحات الإيرانية تتحدث عن المدينة كونها تابعة لها مباشرة وليس حتي للنظام السوري متمثلاً في بشار والذي دخلت إيران الساحة السورية بزعم حمايته كشرعية سوريا .
آخر التصريحات الإيرانية بخصوص حلب صدرت من القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي الجفري الذي صرح أثناء حضوره إحتفالية بتأسيس أحد أفرع الجيش الإيراني فقال إن حلب السورية تعتبر خط الدفاع الأول عن الثورة الإيرانية وأن الثورة نجحت في تحقيق الأمن والإستقرار وأنها الآن تجاوز مجالها حدود إيران .
التصريحات الأخيرة لقائد الحرس الإيراني تحمل العديد من الدلالات المهمة التي لا يجب إغفالها وتتمثل في البداية كإعتراف ضمني أن حلب واقعة تحت السيطرة الإيرانية وليست السورية متمثلة في بشار كما يحلو للنظام السوري ترويج ذلك كونه إستعاد حلب ، الأمر الثاني يتمثل في خطورة التصريحات كونها تبشر بتصدير الثورة الإيرانية إلي الخارج وأن حلب منصة للإنطلاق ، فيما أكد متابعين إن أكثر المتضررين من سقوط حلب بيد إيران هي دول الخليج وأن نموذج الثورة الإيرانية الذي يبشر به قائد حرسها ليس نموذج ثورة علي الحقيقة بقدر ما هو أطماع توسعية في بلاد السنة والخليجية هي الأقرب إلي إيران .
وكانت حلب سقطت بقبضة إيران والنظام السوري بعد الحرب والحصار وعند سقوطها حوصر أكثر مئة وخمسين ألف مدني بالمدينة في عدة أحياء تقرر بعد مفاوضات لوقف إطلاق النهار تهجيرهم من المدينة ليسيطر عليها النظام ويتوافد عليها الشيعة وتتحول المدينة من سنية إلي شيعية يهدد حرس إيران الثوري بجعلها منصة لمهاجمة غيرها من المدن والدول في وضع جيوسياسي جديد علي المنطقة العربية لا يعرف أحد آثار تلك التغيرات علي المنطقة في السنوات القادمة .