فارق كبير بين مشهد جنازة محمد الزواري الذي أغتيل بتونس الضئيل والذي حضره أعداد محدود وبين ما يحدث الآن بعد إنكشاف اللثام عن تفاصيل إغتياله المثيرة .
الزواري الذي أغتيل في بيته بعدد من الرصاصات حسب التوانسة أن الأمر لا يعدو كونه جريمة قتل بحق مواطن ربما تعود لخصومة أو أي سبب من أسباب الخلافات فلذلك شيعت الجنازة بشكل عادي يخلو من أي أهتمام وحضور ، بعد حادث الإغتيال بدأت تنكشف الأحداث بشكل متسارع ومن يقف وراء الحادث . بداية بيان الداخلية التونسية الذي ألمح لكون جهات خارجية وراء إغتياله ، ثم البيان المهم لحركة حماس التي أكدت أن الزواري أحد عناصرها وأنه كان يعمل علي تطوير الطائرات بدون طيار والتي شاركت في حروب حماس ضد إسرائيل الأخيرة والمعروفة باسم ( أبابيل )
إعلان حماس قلب الأمور رأس علي عقب في الشارع التونسي الذي بدأ يعرف تفاصيل حياة الزواري كاملة وكونه مهندس طيران شارك في المقاومة وبدأت المطالبات إلي السلطات التونسية بضرورة محاسبة المتورطين في الجريمة وعدم التعمية عليهم ، وتصاعدت القضية حتي وصلت أروقة البرلمان التونسي عبر الجلسات الطارئة لمناقشة الموضوع .
واليوم تواصلت الفعاليات في تونس فالجماهير التي لم تشارك في جنازة الزواري تدفقت بالآلاف علي مدينة صفاقص التونسية في الجنوب مسقط رأسه للتضامن مع أسرته وكذلك للإحتفال ببطل صار شعبيا في تونس ورمزاً للنضال والمقاومة لدي شعب محب للقضية الفلسطينية وللمقاومة بها .
مسيرات الجماهير بمسقط رأس الزواري حملت صور عملاقة له ولافتات منددة بالجريمة ومطالبة بمحاسبة المتورطين وكذلك ردد المتظاهرين هتافات منددة بالصهيونية وشتائم لإسرائيل والموساد وهتافات رافضة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي مما حول التظاهرة لتظاهرة نضال ومقاومة والفضل للزواري مهندس الطيران الشهيد الذي لم يكن معروفاً قبل وفاته ! .