- لم ينقرض الفن الأندلسي، رغم سقوط الأندلس، بل استمر ليدل على الحضارة التي كانت قائمة هناك، فالقصر الحمراء لايزال شاهقا في غرناطة، يشهد على الحضارة الإسلامية التي كانت قائمة بإسبانيا لعدة قرون. قبل أن تسقط، بعد إتحاد مملكتي قشتالة وأراغون .
سقطت الأندلس، وهجرها العديد من المسلمين واليهود، هربا من بطش محاكم التفتيش، التي كانت تُخيرهم بين اعتناق الكاثوليكية أو الموت. هاجروا إلى مناطق متفرقة في شمال إفريقيا، حاملين معهم ألوان مختلفة من الثقافة الأندلسية..
حمل المهاجرون معهم ألوانا متنوعة من الفنون الأندلسية، التي توارثـتها الأجيال، جيلا بعد جيلا. و كان الفنان الجزائري محمد الطاهر الفرقاني، نموذجا للجيل الذي ورث لونا من هذه الفنون، وهو لون الموسيقى الأندلسية، و الذي يُعرف بموسيقى “المالوف”، وهو صنف من الموسيقى الأندلسية، متصل بالأمداح الصوفية.
هذا الفنان الذي حمل شعلة الموسيقى الأندلسية، توفي مساء يوم أمس (الأربعاء) عن عمر يناهز 88 عاما، حسب ما ذكرته وسائل الإعلام الجزائرية اليوم. و ينتمي محمد الطاهر لعائلة تعود جذورها إلى إشبيلية في الأندلس.
يعتبر محمد الطاهر عميد موسيقى “المالوف”، وله 77 عاما من العطاء في هذا المجال، مات و لم يترك شعلة هذا الفن تُطفؤها رياح الإهمال، بل أعطى الشعلة لابنه سليم الفرقاني، ليحملها محافظة على تركة أجداده.