في الوقت التي تعاني فيه مصر أزمة سياسية حادة بسب الإنقلاب العسكري الذي حدث في العام ٢٠١٣ وراح ضحيته آلاف الضحايا وصعد به الجنرال عبد الفتاح السيسي إلي سدة الحكم ومصر والمجتمع المصري يشهد أزمة إستقطاب حادة ربما هي الأعنف في تاريخه ومستمرة من ثلاث سنوات وحتي الآن .
تلك الأزمة التي نشأ عنها تفكك لتجمعات وحركات و أحزاب وقطيعة وتلاسن إعلامي شوه المشهد المصري وأربكه وأضعف المعارضة المصرية إلي حد كبير أمام سلطة عسكرية بحسب آراء المتابعين لا تتورع في سجن معارضيها وسفك دمائهم حالة الإستقطاب هذه جعلت من المعارضة هدفاً سهلاً للنظام .
هذا الأمر دعا عدد من الساسة المصريين بالمهجر للتحرك لضرورة وضع ميثاق وطني ملزم لكل الحركات والجماعات المعارضة مما يسهم في التوحد ضد السلطة الحالية في المرحلة القادمة .
أتفق الساسة وبينهم عن حزب الغد المعارض المصري والمرشح الرئاسي السابق أيمن نور وعن جماعة الإخوان المسلمين أمينها العام دكتور محمود حسين وعن حزب الوسط السياسي البارز والوزير السابق في حكومة قنديل محمد محسوب وعن حزب الشباب الليبرالي حسام الدين علي وغيرهم من الأسماء اتفقوا علي وضع ميثاق وطني يهدف بالعودة إلي قيم ثورة يناير الرئيسية التي شهدت توحد الجميع في قلب الميدان وما يلزم ذلك من بنود تتمثل في وقف التلاسن والتراشق الإعلامي والدعوة إلي الوحدة وضروة وجود إصطفاف وطني بين كافة مكونات الطيف المصري في مواجهة السلطة الحالية لإستعادة ثورة يناير من أيد الثورة المضادة .
يأمل مراقبون أن يكون هذه الميثاق بداية الطريق إلي معارضة قوية في مصر خصوصاً مع أعتاب ذكري يناير القادمة التي بقي عليها أسابيع قليلة وفي ظل واقع سياسي يشهد إنسداد كبير نتيجة قمع المعارضة من قبل النظام .
