يعتبر المال من أهم مقومات الحياة البشرية وأساسياتها وهو من زينة الحياة الدنيا، لذلك يبذل الإنسان كل جهد مستطاع من أجل التعرف على مصادره وطرق الحصول عليه. فبالمال يستطيع الإنسان تلبية كافة احتياجاته من ملبس ومأكل ومشرب ومسكن وغيرها من الأمور، كما أنه يعتبر أيضا من أهم أسباب السعادة والرفاهية. تعتبر الوظائف والمهن من أهم الوسائل التقليدية لجمع المال والتي في الغالب تقوم بتغطية الإحتياجات الأساسية للبشر، لكن الإنسان مجبول بطبعه على حب المال والحرص على مراكمة الثروة، لهذا السبب نجد ان جزء كبير من الناس يحرصوا على امتلاك مشاريع استثمارية خاصة بهم تحقق لهم مصدر إضافي للدخل.
للإستثمار أيضا مجموعة من الطرق منها ما هو تقليدي كالإستثمار في قطاع العقارات وفي مجال التجارة وفي قطاع النقل والمواصلات، وفي المقابل توجد مجموعة أخرى من المشاريع الإستثمارية ذات الطابع الحديث والتي تتركز في معظمها في مجال التجارة الإلكترونية. يعتبر الإنترنت هو البيئة الرئيسية التي تمارس من خلالها هذا الإستثمارات ذات الطابع الحديث ومن الأمثلة عليها المتاجر الإلكترونية وشركات الإستشارة وتقديم الخدمات وشركات الدعاية والإعلان والبنوك الإلكترونية، هذا بالإضافة إلى التداولات في قطاع الأسواق المالية.
بشكل عام يحتاج كل مشروع سواء كان ذو طابع تقليدي أو حديث إلى مجموعة من المقومات والأساسيات التي يجب أن تتوافر فيه كي يستطيع أن يمضي قدما نحو تحقيق الأهداف والخطط المعدة مسبقا. هذه المقومات والأساسيات يمكن تلخيصها فيما يلي:
أولا: على أصحاب الأفكار والرياديين والراغبين بالإستثمار امتلاك ما يلزم من المعرفة والخبرة في موضوع الإستثمار حيث يعتبر الوعي الكامل بالظروف البيئية الداخلية والخارجية من أهم عوامل النجاح. امتلاك المعرفة يساعد في التعرف على مواطن القوة والضعف وفي نفس الوقت يتيح إمكانية الإستفادة من الفرص والتعامل مع التهديدات والمشاكل التي قد تظهر في أي مرحلة من مراحل دورة حياة المشروع. القاعدة المعرفية المتينة يجب أن تكون متوفرة لكافة الطواقم العاملة في المشروع سواء كانوا عمال أو إداريين أو حتى مدراء ومشرفين.
ثانيا: يجب توفر كافة المصادر اللازمة من أموال وأراضي ومخصصات وآلات وأدوات تشغيلية قبل بدء العمل في المشروع، وهنا يجب تسليط الضوء على قضية مهمة وهي تتمثل في عدم اللجوء للإقتراض في بداية المشروع، فهذا الأمر قد يشكل عبئا إضافيا في حال تعثر السداد بالشكل الذي قد يقود إلى توقف المشروع بالكامل.
ثالثا: يجب مراجعة الخطط بإستمرار والتأكد من أن العمل يسير بسلاسة وبدون أية مشاكل. في هذه المرحلة يحصل المدراء والمشرفون على التغذية الراجعة من العمال والموظفين ويتعرفوا على مناطق القوة ويعززوها وفي نفس الوقت يتعرفوا على المناطق والجزئيات التي تعاني من العجز أو وجود بعض المشكلات من أجل التغلب عليها ومواجهتها.
هذه الأمور الثلاث وكما ذكرنا تعتبر من الأساسيات لأي مشروع إستثماري بغض النظر عن طبيعته وحجمه لكن يختلف الأمر قليلا في مجال الإستثمار المالي حيث لا يحتاج المتداول إلى تلك المقومات الضخمة من أراضي ومعدات ورأس مال، كما أن التداول في الأسواق المالية يعتبر من ضمن المشاريع ذات الطابع الفردي لذلك يجب على كل من يفكر بالإستثمار فيها أن يتعلم كيف يستثمر أمواله بالشكل الصحيح. في هذه الحالة يجب أن يركز المتداول كافة جهوده في الحصول على المعرفة والخبرة اللازمة قبل البدء في تنفيذ الصفقات. مثل هذه الخبرات والمعارف بالإضافة إلى مجموعة من النصائح والإستشارات تقدمهما مجموعة من الشركات وفي مقدمتها الرائدة Leaprate والتي قامت مؤخرا بتوفير مثل هذه الخدمات للمستثمرين العرب من خلال إطلاق البرنامج الخاص بها في المملكة العربية السعودية. مثل هذه الخطوة تعتبر مهمة في مجال التعلم والحصول على الخبرة التي تقود نحو استثمارات مجدية تحقق الأهداف المرجوة منها.