عمقت أسعار النفط خسائرها خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، جراء القلق من تصعيد الخلافات التجارية بين أكبر اقتصادين بالعالم.
ويأتي أداء أسواق الذهب الأسود وسط مخاوف من أن تتسبب النزاعات التجارية في إبطاء النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي انخفاض الطلب على الخام.
وتلقت المحادثات بين واشنطن وبكين ضربة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزامه تعزيز التعريفات ضد الصين في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
لكن في الوقت نفسه على جانب المعروض، توجد العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية التي دخلت حيز التنفيذ في 2 مايو الجاري بشكل كامل إضافة للعقوبات المفروضة ضد فنزويلا.
يذكر أن العقوبات الأمريكية قلصت بالفعل صادرات إيران النفطية خلال العام الماضي لدون مليون برميل يومياً ومن المتوقع أن تهبط تلك الشحنات إلى أقل من مستوى 500 ألف برميل يومياً في مايو الجاري مع تشديد العقوبات.
وبعيداً عن إيران، فإن الأزمة في فنزويلا أدت لتعطيل إمدادات كاراكاس النفطية، حيث فرضت واشنطن عقوبات نفطية على الحكومة الفنزويلية تحت حكم الرئيس نيكولاس مادورو.
من جهة أخرى، ينتظر المستثمرون الإفصاح عن البيانات الأولية للمخزونات النفطية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من اليوم على أن تصدر الأرقام الرسمية غداً.
ويعتبر النفط من ضمن أهم العوامل التي تؤثر على النمو المستقبلي بشكل كبير حيث أن النفط يقوم بعكس الانخفاض الحاد في أسعار مخاوف كبيرة من ضعف الاقتصاد العالمي، كل هذا بالإضافة إلى ارتفاع الناتج الأمريكي وتراجع أسعار الأسهم بشكل كبير وملحوظ، وفي الجانب الأخر لم يفلح خفض أوبك وشركائها الإنتاج في دفع الأسعار لأعلي، حيث تبدو القوى التي قامت بالضغط على النفط من أجل أن يتراجع في 2018 مستمرة بشكل كبير.
النفط وتراجع الاقتصاد العالمي
- خفض صندوق النقد الدولي لتوقعات النمو العالمي بنسبة وصلت الي 3.7% العام المقبل وهذه النسبة بدلاً من 3.9% وهذا الأمر يؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي بشكل كبير وإلى انخفاض الطلب على الكثير من منتجات الطاقة الا انا هذا لا يؤثر على حجم تداول النفط بين المستثمرين والمضاربين فى البورصات العالمية ، فسواء ارتفع السعر أو انخفض أو زاد الطلب أو تراجع ، فإن تداول النفط سيبقى دوما أحدى أكثر المنتجات إثارة لشهية المستثمرين .
- كما ان حذرت وكالة الطاقة الدولية من الطلب الذي يعتبر ضعيف نسبياً في الدول الآسيوية المتقدمة وفي أوروبا ايضاً بالإضافة إلى تباطؤ الطلب في دول كثيرة من بينها الهند والبرازيل والأرجنتين بسبب ضعف العملات كما ان أوبك تعتقد أن الطلب على نفطها العام المقبل سوف ينخفض بحوالي مليون برميل يومياً مقارنة بعام 2018.
- وضمن التصريحات الأخيرة التي صرح بها الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات في مجال الطاقة “قمر إنرجي” روبن ميلز ان العامل المهيمن على الطلب سيكون التوقعات الاقتصادية وسوف يحصل الاقتصاد العالمي على بعض التراجع من حيث أسعار النفط ولكن على الاغلب يتباطأ الاقتصاد العالمي في عام 2019.
أهم توقعات العرض العالمي
- من أهم التوقعات التي قامت بها “أوبك” نتوقع ارتفاع المعروض من النفط من البلدان خارجها سوف يقدر بنحو 2.23 مليون برميل يومياً في عام 2019 حتى يبلغ 62.09 مليون برميل يوميا.
- ومن المنتظر ايضاً أن تكون البلدان الأكثر مساهمة في الزيادة سوف تكون الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وكندا وانجلترا وايضاً تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بلوغ إنتاج الولايات المتحدة من خام النفط خلال العام الجاري سوف يكون 10.9 ملايين برميل وهذا سيكون المتوسط وارتفاعاً من 9.4 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال عام 2017.
- وتتوقع الإدارة وصول الإنتاج إلى 12.1 مليون برميل في المتوسط خلال العام المقبل 2019 أي أن الإدارة تتوقع حدوث ارتفاع في إنتاج الولايات المتحدة خلال العام المقبل بنحو 1.2 مليون برميل يومياً مقارنة بالعام الماضي.
- وفي الجانب الأخر تتوقع وكالة الطاقة الدولية حدوث تزايد في نمو العرض العالمي من النفط فبعد أن بلغ الإنتاج مستويات قياسية في المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية ليغطي بل سوف يفيض عن الانخفاض في إنتاج كل من دولة إيران وفنزويلا.
- وسوف تقدر الوكالة حدوث تزايد في إنتاج النفط خارج بلدان أوبك بمقدر 2.4 مليون برميل يومياً في العام الماضي 2018 بينما تتوقع أن تبلغ هذه الزيادة في الإنتاج الي نحو 1.9 مليون برميل في العام الجاري 2019.
بعض الآراء عن تراجع أسعار النفط
- أعلن مصدر من شركة بترول أبو ظبي الوطنية “أدنوك” أبلغت جميع زبائنها بخفض مخصصات نفطها الخام لشهر كانون الثاني وسوف يكون متماشياً مع قرار “أوبك” الأسبوع الماضي في خفض إمدادات النفط.
- وعلى الرغم من قرار خفض الإنتاج إلا أن توقعات الكثير من الخبراء للعام الجاري 2019 بتباطؤ في النمو الاقتصادي قد يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط كما ان انخفاض الأسعار قد ينجم عن أسباب أخر أهمها توقعات حدوث حالة تباطؤ في نمو الطلب والزيادة سوف تكون طفيفة في مخزونات الولايات المتحدة.
- وايضاً صرح محللون في شركة بيرنشتاين انيرجي أكدوا أن استنتاجاتها الأساسية هي دعم الأسعار عند حوالي 70 دولاراً للبرميل في عام 2019 وقد لاحظ مراقبون أن هذا السعر ما زال رغم الخفض المتفق عليه سوف يقل نحو 6 دولارات عن توقعات سابقة بعد أن خفضت شركة بيرنشتاين طلبها المتوقع على النفط من 1.5 مليون برميل إلى 1.3 مليون برميل في عام 2019.
- ومن جانبه أعلن بنك الولايات المتحدة أن زيادة المعروض الأمريكي في الأشهر الأخيرة يستدعي الحذر وأن خفض الإنتاج من المحتمل أن يكون كافياً من أجل تحقيق سوق نفط عالمي متوازن حتى يدفع أسعار خام برنت حتى يقوم بالوصول إلى 70 دولار للبرميل وخام غرب تكساس إلى 59 دولار من أجل البرميل في عام 2019 ولكن بعض المحللون الاقتصاديون ليسوا واثقين بشكل كبير في الوصول إلى هذه الأسعار.
أوبك وتوقعتها للأسعار
- لقد شهدت أسعار النفط خلال الفترة من بداية شهر أكتوبر من العام الماضي والأسبوع الثالث من شهر نوفمبر في نفس العام انخفاض كبير جداً حيث سجلت أكبر انخفاض لها منذ وقت طويل.
- فبعد بلوغ سعر برميل نفط برنت الخام إلى أكثر من 86 دولاراً في بداية شهر أكتوبر من العام الماضي الى الآن أي بانخفاض نسبي قد يقترب من 0.28%.
- وفي ظل التوقعات التي تعرض عن مستويات الطلب والعرض والمخزون خلال العام الجاري فمن المتوقع استمرار بل المزيد من انخفاض سعر برميل النفط في حال عدم التدخل من اجل تغيير كل هذه التوقعات.