تتواصل الجهود في المغرب لتشكيل الحكومة الجديدة بعد فترة طويلة من المشاورات خاضها عبد الإله بن بنكيران رئيس الحكومة المكلف من قبل حزب العدالة والتنمية المغربي وتعد الفترة الأطول في تشكيل الحكومات الأخيرة بالمغرب نتيجة حصول العدالة والتنمية المغربي علي عدد أصوات تمكنه من الأغلبية ولكن لا تمكن حزبه من تشكيل الحكومة منفردا .
وكان العاهل المغربي محمد السادس قد خاطب بنكيران قبل أسبوع مؤكدا علي دعمه للحكومة الجديدة ومطالبا بضرورة الإسراع في تشكيلها .
ويلجأ بنكيران لتشكيل حكومته إلي أحزاب الإئتلاف المكونة من أحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم و الإشتراكية بالإضافة للعدالة والتنمية بالطبع الحزب ذات الأغلبية في البرلمان .
وكان حزب العدالة والتنمية الإسلامي بالمغرب حصل علي أغلبية الأصوات النيابية بواقع ١٢٥ مقعداً في البرلمان المغربي ومنذ ذلك الحين وتم تكليف الحزب بتشكيل الحكومة إلا أن واجه صعوبات كثيرة في بناء التحالفات مما هدد الحزب بالعجز عن تكوين الحكومة وكان الخيار البديل هو إعادة الإنتخابات مرة أخري إلا أن التصريحات المتأخرة الآن تعطي إنطباع بأن الحزب اقترب من النجاح في تشكيل الحكومة الحالية .
في ذات السياق تواجه الحكومة المقبلة إختبار حقيقي لعدة أسباب كونها أولاً من حزب ذو توجه إسلامي وهي التجربة التي دائماً ما تكون محل أنظار العالم في كيفية إدارة الإسلاميين للحكم في ظل العديد من التجارب في الدول العربية مؤخراً والتي ساهمت في إثارة حالة من الجدل ، وكذلك تكمن التحديات في الأوضاع الإقتصادية المغربية التي تجعل نفسها علي أولويات الحكومة في ظل مشكلات كبيرة بقطاعات التعليم والصحة ومواجهة البطالة في المغرب وفي ظل وضع أقليمي عالمي وعربي يسير بالحكومات نحو فرض حالة من التقشف والترشيد وهي الأمور التي تصاحبها دائماً حالة إضطراب تواجهه الحكومات في الغالب .