صراع كبير بدا علي السطح بين أمريكا وورسيا يمتد الصراع للسيطرة علي ملفات الشرق الأوسط الأكثر أهمية وفي ظل متغيرات سياسية علي الساحة الدولية تتمثل في صعود إدارة جديدة أمريكية ورحيل أخري .
لم تكتفي روسيا بسحب البساط من تحت أمريكا في الملف السوري التي حققت فيه نجاحات فعلية بل عادت لتسحب البساط من تحت أمريكا في أهم ملفات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وهو ملف المفاوضات – الفلسطينية الإسرائيلية .
سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي قال في تصريحات عقب لقاءه بصائب عريقات في موسكو أن بلاده مستعدة لرعاية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائليين خصوصاً بعد اللقاء المرتقب للفصائل الفلسطينية في موسكو والتي سيشكل عمق أكبر لروسيا في إدارة مثل هذه المفاوضات .
تصريحات لافرورف لا يمكن تناولها بمعزل عن التطورات التي تحدث في الساحة الأمريكية من صعود إدارة ترامب إلي سدة الحكم وهي تحمل من العلاقات الودية لروسيا جانب يبدو كبير بحسب تصريحات ترامب نفسه ، عكس إدارة أوباما وما تحمله من خلاف مع الجانب الروسي في العديد من الملفات وهو الأمر الذي دعاها مؤخراً لوضع قواعد لملف السلام الفلسطيني الإسرائيلي تختلف كلية مع فكر ترامب ، بقي المرجح هنا في قواعد اللعبة الجديدة وهي إسرائيل وبحسب آراء المتابعين فهي تختلف مع إدارة أوباما حالياً وتدعم ترامب مما يشكل فعلياً قبول لفكرة أن يكون لروسيا دور في الملف الفلسطيني – الإسرائيلي .
تغيرات المشهد السريعة توحي بأن عام ٢٠١٧ سوف يحمل العديد من المفاجآت فيما يخص القضية الفلسطينية وبحسب القراءات الأولية للمشهد فإن هذه المفاجآت لن تكون سعيدة بالنسبة للجانب الفلسطيني فالتوافق والتناغم بين إدارة ترامب وروسيا وإسرائيل يعني أن القضية الفلسطينية أمام قواعد جديدة للعبة بإيدي مجموعة من الساسة وصفوا حقيقة في العديد من الأروقة بالمجانين !