أعلنت المملكة العربية السعودية رسمياً لعملائها عن خفض في معروضها من النفط الخام إبتداً من شهر يناير من العام المقبل، وهو ما كان متوقعاً بعد إتفاق أعضاء منظمة أوبك الـ14 في الإسبوع الماضي على خفض الإنتاج إلى 32.5 مليون برميل يومياً ولمدة 6 أشهر، على أن يجدد الإتفاق عقب إنتهاء المدة المتفق عليها، وهو أول خفض لإنتاج المنظمة منذ عام 2008.
وتركز التخفيض في الطلبات القادمة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، فيما لم تتأثر حصص الدول الأسيوية من التخفيض، وفقاً لمصدر نفطي سعودي.
وتحملت المملكة العربية السعودية أكبر تخفيض في الإنتاج بمعدل 38% بواقع 486 ألف برميل يومياً، فيما خفضت روسيا 300 ألف برميل يومياً، ودولة الإمارات العربية المتحدة 139 ألف برميل يومياً، والكويت 131 برميل يومياً، بالإضافة إلى تخفيضات مختلفة للدول الأعضاء بإستثناء إيران التي لم يشملها التخفيض بسبب العقوبات التي كانت مفروضة عليها بمنع تصدير النفط، إضافة إلى العراق التي منحها الإتفاق إمكانية في زيادة إنتاجها إلى 4.5 مليون برميل يومياً كحالة خاصة.
ويهدف إتفاق أوبك إلى إستعادة التوازن بين العرض والطلب و رفع السعر الذي إرتفع بالفعل بنسبة 13% لكن قد ينخفض السعر مجدداً إذا لم تلتزم الدول المنتجة بالحصص الجديدة وزيادة إنتاجها.
الإنخفاض في المعروض النفطي العالمي مفيد للمملكة العربية السعودية، حيث يخدم المملكة سعرياً بإرتفاع العائد المالي ويخفض الإنتاج بتوفير مايقارب الـ 500 ألف برميل يومياً، وسيؤدي الإنخفاض إلى إرتفاع الأسعار إلى أكثر من 50$ بعد أن كان قد وصل إلى أقل من 35$ في الأشهر الماضية، وهو ما سيشكل فرقاً في الموازنة السنوية للمملكة التي شهدت عجزاً بسبب إنخفاض السعر في العام الماضي، وهي التي تعتمد على إيرادات النفط بشكل كبير في موازنتها السنوية.
يذكر أن منظمة أوبك تأسست عام 1960 وعدد الأعضاء اليوم 14 دولة وتنتج 40% من أنتاج العالم وتعد السعودية أكبر منتج بالمنظمة وأصبح الإنتاج الكلي اليوم بعد الخفض 32.5 مليون برميل.