هذه المرة لم يكن القاتل سلاح روسي أو من قبل قوات النظام السوري عبر البراميل المتفجرة ولكنه موسم الشتاء القاتل الذي تعيشه حلب في السنوات الماضية حيث نقلت وكالات أنباء اليوم خبر مقتل طفلين بحلب جراء موجة البرد القارس التي تضرب المدينة .
الواقعة حدثت بمخيم روبار للنارحين بريف حلب والذي يضم ما يقرب من ٥٠٠ خيمة وبه الآلاف من النازحين ويدير المخيم مكتب الشؤون الإنسانية للنازحين ويتبع قوات كردية بحسب ما هو معلن .
الأوضاع في المخيم صعبة للغاية حيث تساقطت الأمطار بكثافة في ظل نقص أي بنية تحتية للمخيم الذي يتشكل من خيمات لا تقي البرد وفي ظل إنعدام وسائل التدفئة بالمخيم ونقص للبطاطين والأغطية والملابس الشتوية .
حادث موت الأطفال السوريين في المخيمات بسب البرد ليس الأول من نوعه حيث لقي ثلاثة آخرين بالإضافة إلي أمرأتان مصرعهم من موجات البرد المتصاعدة والتي لا يجدون سبيل لمواجهتها في ظل إنعدام الإمكانيات .
ويواجه النازحين من حلب خطر داهم خصوصاً أن موسم الشتاء في بدايته و الإمكانات لمواجهته معدومة مما دفع بالعديد من المخيمات لطلب إنقاذ ومعونات عاجلة لمواجهة البرد الشديد وربما هي النداءات التي لا يسمع لها أحد حتي الآن .
وكانت الحرب بحلب قد إنتهت بسيطرة النظام علي المدينة مدعوم بروسيا وإيران مما جعل معظم سكان المدينة محاصرين وفي وضع الإستعداد للنزوح عن المدينة وأعدادهم كبيرة للغاية وبعد مداولات وإتفاقات تم الإتفاق علي إجلائهم من المدينة علي دفعات إلي ريف حلب وإدلب ليواجهوا مصير صعب للغاية في ظل موسم الشتاء .
وخلفت الحرب الأخيرة أوضاع مآسوية بالمدينة بين آلاف القتلي والمصابين والعجزة بسب كمية القصف علي المدينة وبين بيوت مدمرة ومنهارة وبين أهالي نازحين لا يستطعيون مقاومة البرد في الوقت الذي يسمي النظام السوري ما حدث إنتصاراً وإستعادة للمدينة . !